القائمة الرئيسية

الصفحات

قصتي مع الغراب


ذات يوم من ايامي( المباركة)
كنت في السابعة عشر من عمري..المكان قريتي طبعا كان الوقت صيفاً... الشمس حارة كنت أساعد أهلي خارج البيت ومن عادتي عندما ننتهي يدهب الجميع الى البيت الا انا اتأخر دائما اعبث هنا وهناك واستكشف وكأنني ابحث عن شييء ما..ولايخفى عقل 
المراهق..  


.كعادتي  بينما انا في طريقي إلى البيت بينما انا اصعد للجبل الذي يفصلني عن البيت لفت انتباهي طائر أسود لم أتعرف عليه بعد هل هو غراب ام طائر اخر بحكم انني بعيد عنه الى حدا ما بدأت اسير اليه من طريق مغاير لكي لايراني ويطير بدأت اخطو خطوات ثقيلة كان تحت جرف يستمتع بظل حيث انهكه العطش نتيجة الحرارة ما ان نزلت من الجرف حتى ابصر ظلي وربما سمع تنهيدي القوي وصوت خطواتي طار بعيدا عني قمت أجري لإمساكه لا ادري اي عاقل سيوحي عليه عقله هده الفكرة ان تمسك طائر!!  

اقتربت منه فطار مرة اخرى فقمت اهرول مرة اخرى اذكر انني  فعلت ذلك اكثر من اربع مرات في المرة الخامسة وجدته منهكا لم يسطيع ان يطير مرة اخرى كالمرة الأولي بل يمشي اكثر مما يطير .. 

لا اصف لكم كم كانت فرحتي عندما ادركت انه لن يستطيع ان يطير مرة اخرى..دخل لي بين الاحجار قمت ابحث عنه لنصف ساعة لان ثمة هناك بابين او مدخلين مدخل من اليمين ومدخل من اليسار اخدت عصى ادفعه بها لكي يخرج بينما ادفع من هده الجهة يخرج هو من الجهة الاخرى وهكذا بقينا نلعب حتى انهكني التعب اكثر منه كنت سأستسلم طبعا ربما يكون جنيا في صورة طائر اد لا اصدق ما اراه من حيل يبدو انه ادكى مني بكثير...

اخيرا  توصلت الى فكرة وهي ان اغلق الباب الاول واترك الثاني هكذا فعلت فقمت بإغلاق المدخل لكن لن يخرج وادا ادخلت العود سوق اجرحه او اقتله بقيت افكر بعد ذلك قمت بإدخال يدي التي كانت ترتعش خوفا ان يكون هناك ثعبان ما او  الله اعلم بماقد تصادف... مسكته فأطلق صوتا اهرجت يدي بسرعة وهرعت بعيدا كان قد ارعبني بالفعل لان الوضع كان هادئاً ..

رجعت اليه عرفته انه غراب لا محال ربما مريض او ماشابه ادخلت يدي مرة اخرى امسكته من رجليه اشعر به كأنني امسكت ديكا كان يخيل الي انه  كبير وبالفعل عندما اخرجته كان كبيرا وهذا طبيعي في الغربان...
وجدته منهكاً يشعر بالتعب والعطش بعد أن طار طوال اليوم باحثاً عن الماء او عن ابويه ربما لا اعرف قصته.. 

اتيت به الى البيت  وكنت مسرورا جلست تحت شجرة افكر كيف سيكون مستقبلا كيف سيكبر كيف احافظ عليه ان لا يموت كيف اكون له سندا كأمه وان كان هذا ضرب من الخيال..
جلسنا وقد تعبنا ،أخدته الى البيت ادخلته الى احد الغرف التي لم نكن نستعملها في شيء مليئة بالاشياء القديمة صنعت له مكانا جميلا للغاية ونظفت له المكان وقربت له الماء كان يهرب مني وبعد ذلك اخدته واخدت اناء به ماء اغطس منقاره فيه لعله يشرب لا اريد ان اكون سبب وفاته.

 يشرب وينظر الي من حين الى اخر شرب كثيرا.. 
بعد ذلك لا اعلم ماذا تأكل الغربان عموما، قمت افكر ماذا سوف اعطيه  وجدت قطعا من البطاطس فقطعت له منها ثم فتحت منقاره وقمت بادخال قطعة صغيرة لكي اجربه التهمها بسرعة..
 عندئد علمت انه جائع وان هده اكلته المفضلة في الخيال طبعا..ربما لم يعرف بوجودها اصلا...

قدمت له باقي القطع كان خجولا في البداية اقسم ان لا يأكل امامي اغلقت الباب واخدت اتجسس عليه من خلال ثقب صغير في الباب اخد يسير ويكتشف تارة ينظر اتجاه الباب وتارة ينظر الى تلكم القطع في الاخير اخد يلتهم واحدة تلوى الاخري حتى اكل نصف ذلك فتحت الباب فأخد يسير خلفا خائفا مني اخدته ومسحت عليه على ظهره... 

كانت هده اكلته المفضلة البطاطس والدجاج وقليل من الحشرات مثل الجراد كنت ابحث عنه في كل مكان واقطعه اربا اربا ازيل له الارجل والرأس والباقي اتركه ثم اقدمه له... شهية طيبة ايها الاسود اللعين....أحببته جدا معارضة اهلي له تراة يهددنني بأن يطلق عليه القطط وتارة ان يخرجه ليطير والى الابد وهكذا... 

كنت أحوله كل  ليلة لكي لا يستقر في مكان واحد خوفا ان يقتله احد طبعا..كنت ابيت شر ليلة خوف ان ان اصبح يوما وافتقده...بقي على وضعه اسبوعا كاملا ينتقل من مكان الى مكان بقي وحده تقريبا.. قررت في احد الايام ان اخرجه من ظلمة البيت الى نور الشمس خرجت فعلا في ‏ الصباح الباكر 

انتشر اريج الازهار و عبير الورد و صوت العصافير يغزو كل مكان  كل كائن ينتظر نور الصباح ونور الشمس و رحيق الازهار ما أجمل ذلك اليوم...
 أخدته معي بعيدا الى جبل كنت اذهب اليه وقت فراغي كان الجو رائعا  كان يوم عيد بالنسبة له وبالنسبة لي ايضا

 كان الجو جميلا وصعود الجبل ممتعا ، استغرق الوصول الى القمة ساعة تقريبا. وصلنا مع طلوع الشمس كنا نستمتع فعلا وهذا مالحظته يقينا على قسمات وجه وعيناه التي تدور وتغمض وتفتح  معلنتا ميلاد جديد من وجهة نظر صاحبي  كنا ننظر الى البيوت من اعلى القمة كأنهم علب صغيرة بجانب بعضها البعض ، المنظر خلاب لم استمتع ابدا ك استمتاعي مع الغراب مع انني صعدت مرات ومرات الى نفس المكان ،بعد 
كنت افكر في امر صعب تقبله وهو ان اطلقته من يدي هل سيطير ويهرب مني الى الابد ام انه الفني كما الفته سيبقى بقربي ؟

السؤال غريب وغبي غريب لأنني اريده ان يطير ويسير على قدميه ويستمتع هو الاخر بالمنظر ويشعر بالحرية ولو انها مقيدة... وغبي لان من البديهي انني لم اربيه على ذلك اقصى ما فعلت معه هو الاكل والشرب والمبيث في ظلام لاسبوع كامل.. قررت ان اطلقه لكن بشرط اخدت خيطا وربطه باحد رجليه وامسكت الطرف الثاني لان لا يهرب ثم اطلقته بدأ يطير متر متران ثم ثلاث وهكذا اتبعه مرة ومرة اخرى انظر اليه متأملا كيف يمشي وهو ينظر يمينا وشمالا يستكشف،

 ينقر بمنقاره ،يطير ،يرجع الي من حين الى حين.. ربما اكتشف الخيط وربما يشكرني على انني اخرجته من تلك الظلمات أعلم انه ادكى مني وادكى من ان امرر حيلي دون ان يكتشفها...

 مشينا كثيرا، وضحكنا كثيراً..!؟ نعم شعرت به يبتسم لاتستغرب ربما أفهمه اكثر من نفسي.. ولعبنا كثيرا، وعشقنا بعضنا مند تلك اللحظة....بعد نصف ساعة قررت ان اجرب طريقة اخطر قطعت ذلك الخيط فأطلقته وقلبي يدق ويدي ترتعشان رهبة وخيفة من ان يطير ويتركني.. طار بالفعل اخد يحلق بعيد عني كنت أجري وانظر اليه هو في السماء وانا في الارض هو في حرية وانا مقيد مقيد لانني لا استطيع ان اطير مثله هو في حرية لانه لم يجرب ذلك طوال الاسبوع وربما حتى من قبل من يدري... 

اخدت اركض وادعو الله ان ينزل ويرجع لي اخد يخفض من سرعته وارتفاعه هكذا حتى هبط فوق حجر بدأت أقترب ببطئ شديد واغمض عيني لكي لا يشعر انني اريد امساكه كلما اقتربت اكثر كلما ضرب بجنحيه ومع صوته المرعب.. اخيرا مسكته احتضنته وكانت لحظة لن انساها ابدا غمرتني الدموع والفرحة واختلطت علي الاحاسيس... اتسائل لماذا رجع الي ؟ مالذي قدمت اليه غير الاكل والشرب والظلام والنقل المستمر من مكان الى مكان ؟ لا اعلم مالذي جعله يشرفني بهذا الشرف ؟

 لا اعلم حقيقة...  
اظن انه استمتع بالامر وحسب.... في اليوم الذي وجدته قلت مع نفسي ربما كان على استعداد أن يطير بعيدا الى عالم اخر يعيش فيه بقية حياته ربما خانته أجنحته من يدري ربما حاول مرات ومرات ولم يستطيع ؟ اظن ان الامر يتعلق ايضا بحياته ربما تعيس مثلي ووجد ضالته عندي ربما والف ربما....
بعد ان قضيت برفقته ثلاث ساعات  تقريبا اردت العودة به الى البيت ما ان بدأنا في الهبوط الا وقد انقلب الجو تماما ماهي الا دقائق حتى  صبت السماء فجأة مالديها من مطر

نزعت جاكيط و أخدت أغطيه بها لكنه لم يهدأ بل يخرج رأسه من حين الى حين ربما لم يرى المطر من قبل بعد ان عرفت اصراره على الخروج قررت ان اخرجه... 
أصبح مبلل تماما يرتجف داخل حضني ينظر الي من حين الى اخر وكأن لسان حاله يقول كنت ستحرمني من هده السعادة والشعور الجميل.. يضرب بجنحيه معلنا انتصاره علي ربما.... يالك من مشاكس عنيد... 

وصلنا الى البيت قررت ان اتركه في مكان دافئ لانه يرتجف من البرد وخوفا عليه لدينا حجرة مليئة بالتبن ولان المكان دافئ جدا تركته هناك وأغلقت عليه لكي احلب له مايأكل ويشرب الى الغد... 

دخلت الى البيت أخدت الماء والاكل وذهبت ابحث له عن الجراد وبعض الحشرات اخد مني وقتا طويلا جئت وغيرت ملابسي واكلت بعد ذلك اخدت الاكل لصاحبي فتحت الباب بحذر لكي لايطير لان من عادته ما ان افتح الباب الا ويطر نحوي لكي يخرج... هده المرة لم يفعل اخدت ابحث عنه اشعلت الضوء ثم وجدته وراء الباب كأنه سقط من الطابق الخامس انه جثة هامدة أصبح خفيف الوزن وكأنه ريشة عيناه مغمضتان ..منقاره مفتوح احدى جنحيه أصبحت صلبة كالحجر..

 و كأنه صعق بالكهرباء او ثعبان ما او لا اعلم احتضنته وبكيت كثيرا في ذلك اليوم حتى انني اغلقت الباب وجلست انظر اليه لساعات لم أصدق أبدا ما تراه عيني لكنني اخيرا اقتنعت انها حقيقة لابد منها ثم احضرت كيسا وضعته فيه ثم اغلقتها وحفرت له حفرة كبيرة بعض الشيء ودفنت معه تلك الأواني الصغيرة التي كان يشرب منها ويأكل ثم ارجعت التراب ومن ذلك اليوم لم انساه الى اليوم ...

استطاع هذا الغراب ان يقلب الموازين لدي كثيرا ماكان يرمز له بالتشاؤم وو عادة عربية قبلية جاهلة لاعلاقة لها بالحقيقة والواقع يتبث بطلانها الغراب ادكى طير والطفهم واجملهم وهو طائر خارق الدكاء بمعنى الكلمة...

ادا الفته يصعب جدا ان اتنساه او تتركه كنت ابتداء من ذلك اليوم سأخرجه دوما ونتجول ونلعب واجعله يطير  ليستمتع بحياته.في احد الايام اخرجته الى فقط الى احد زوايا البيت لان الكهرباء انقطع ما ان سمع بصوت غربان اخرين  الا وانتفض ينظر هنا وهناك اين هم .اذكر ان امي احدى المرات كانت تعطي الحبوب للدجاج فأطلقته عليهم فأرعبهم هربو جميعا هههه من ذلك اليوم كرهته فعلا.. 

على الرغم من ذلك عندما اخبرتها انه مات تعاطفت معي ولو بالكلام.... 
قصتي هده لم اكن لارويها الا لانها كادت ان تتكرر اليوم بينما أنا جالس أمام حاسوبي امام الباب اد لفت انتباهي كائن لا أعرفه نصفه ابيض ونصفه الاخر أسود لا اعلم اي نوع من الطيور هو لكن  (يشبهني الى حد ما ) 

‏هو أيضا جريح ومنكسر ربما كان مسجونا واطلق سراحه وضل الطريق...نسي كل ماعليه فعله... ربما كان على استعداد أن يطير بعيدا الى عالم اخر يعيش فيه بقية حياته ربما خانته أجنحته من يدري ربما حاول مرات ومرات ولم يستطيع....أفتقدك أيها الطائر الوفي الجميل.. 
‏أنِّر قبره يا الله كُلما حّل عليه الظلام.
تتشابه القصص (والابطال)  
أووش_قصتي_مع_الغراب

تعليقات

التنقل السريع