حب لايوصف..
كانت لي صديقة تعرفت عليها في سنة 2016 على الأنترنت مغربية من مدينة (##) كانت تحترمني الى حد كبير وقد ساعدتني في معرفة الكثير من الأمور التي لولاها لما علمت بوجودها أصلا...
في صيف نفس العام أخبرتني بقدومها الى المغرب ودعتني لاحتساء القهوة، يبدو أنها
لوحدها ...ولأول مرة ألتقي بها
ومما ازال خجل اللقاء وقلل منه أننا كنا نتكلم بالليل والنهار وتعرف علي أكثر ماتعرفه أمي عني وأنا أعرف عنها أكثر مايعرفه روكي عنها...
جلسنا في مقهى فاخرة على جانب الطريق..لم أكن لأجلس فيها لولاها..
هي من النوع الذي يحب العزلة والهدوء ولايتحدث كثيرا هي تنتمي لهذا النوع...
وكانت ميسرة تعيش عيشة الأغنياء ، كان لديها كلب كباقي الأغنياء ...
لم يظهر ذلك لي الا عندما ادرت وجهي نحوى سيارتها فرأيت كلب صغير بكوص الى حد ما يطل من الباب الخلفي للسيارة...كان يلعب بذيله تارة وبأذنيه تارة أخرى وكأنه يخبرني أنه حتى ولو كنت في السيارة والأبواب مغلقة فلن تكون أحب الناس الى مدام (...) أحيانا ينظر الي نظرة استفزاز وكإنه يتحداني بذلك...
أخدت السيدة تكلمني عن طفولتها و مغامراتها في هذا الحي اد كانت تسكن هنا قبل أن تسافر الى الخارج وتبدأ قصتها التي لم تروي لي منها الا أنها لم تتزوج ولم تنجب ولن تفعل لم أسألها عن بقية القصة لأنني شعرت حينها أنها لا تريد لي أن أعرف أكثر مما روته لي.... فسكتت احتراما لها...
أخدت أستمع لها وأنا أنظر الى ذلك الكلب الذي يبدو أحيانا أدكى من بعض البشر اد بدى وكأنه يتابع معنا الحديث ... قالت وهي تنظر الى كلبها أتعلم ..؟
انني لا أحب أحدا في هذا العالم أكثر من هذا الكلب لقد أخدته وهو صغير قصته تشبه قصتي الى حد ما لذلك لا أحد يسبقه عندي محبتاً...
أحرك رأسي من حين الى حين مبرهننا لها صحة ماتقول..فجأة ساد الصمت بيننا لدقائق لايستهان بها بمقياس ذلك الوقت ونوعية الحديث الذي دار بيننا...!
كنت قد أخذت هاتفي... أقلب بعض الصور محاولا تجنب بعض الأسئلة التي قد تطرحها علي.... رفعت رأسي لأسرق نظرة اليها رأيتها تفتح باب السيارة ثم اخدت مرة أخرى أعبث في هاتفي وكأني أبحث عن شيء ما لكي لا تظن أنني أتابع ماتفعل اد العقلية الأجنبية لاتحب كثرة الالتفات ومتابعة الناس في كل تفاصيلهم...
لم أنظر اليها الا وهي قادمة تحمل كلبها بين ذراعيها رأيته وكأنه يسخر مني....
جلست وأجلس الكلب بيننا ولا أخفي إعجابي الشديد به
قلت في نفسي فعلا يستحق هذا الإعتناء...
أخدت تداعب كلبها الجميل روكى . ينتفض ذيله القصير السميك الأبيض. يرافقها دوماً.
يهز أذنيه الكبيرتين. تداعب شعره الكثيف. يلهث. يلتفت إليها بوجهه المدبب.
يظهر صدره الأبيض عندما ينظر اليها محاولا الوقوف فوق الطاولة تارة وفوق فخدي تارة أخرى...
. تداعبه تبتسم له وكأنه ابنها المدلل.
تضع يدها على ظهره عندما تحدثني. من حين الى حين ينتفض واقفاً وأنتفض معه أنا خوفا من أن يفعل شيء ما رغم اعتقادي الشديد أنه ربي تربية حسنة أحسن من ابنها لو كان... . يهز ذيله ويحركه محاولا استفزازي....
تبدو مقدمات أرجله البيضاء كأنه كان غارقا في الثلج... من حين الى اخر تلمس مقدم رأسه الذي يتوسطه خط أبيض . تداعب مقدمة فمه البيضاء. تنظر إليه بحب بعشق لامثيل له في مملكة البشر... !!!
مررت يدي على ظهره فأستدار نحوي وكأنه يقول لاحق لك في ذلك عليك استشارة سيدتي قبل أن تلمسني فأنا ملك لها تحبني أكثر من أي أحد اخر...
ما أن انتفض حتى نظرت الي وهي تبتسم قائلة انه لم يعتاد على أن يلمسه غيري.... أطلقت ضحكة قطعت الحديث على من بجانبي الكل ينظر الي نظرت اليها نظرة المتأسف.. قالت لقد ضحكت بصوت عالي ولم يكن تمت شيء يستدعي هذا الضحك ؟!
آسف لم أقصد لكنني استغربت من قصة هذا الفتى المدلل لم ارى من قبل قصة حب بين الانسان والحيوان قبل هذا اليوم ...
جلسنا الى ساعة متأخرة من الليل وأوصلتني الى البيت.
كل ماقلته هنا مجرد إعجابي بتلك العلاقة بين الكلب وسيدته وتجدر الاشارة أننا لانزال نتواصل الى يومنا هذا...اشتقت لروكي أكثر من #...
لم اغار في حياتي كما غرت ذلك اليوم لقد أحسست بشيء لاتفسير له ليس اهانة لي بل بالعكس رأيت ذلك من زاوية أخرى و بنظرة أخرى وهي
أننا في هده الحياة لسن وحيدين دائما حتى عندما يخذلنا أحب الناس الينا نحن في مملكة مختلطة من جميع الأجناس قد تجد في الحيوان مالاتجده في انسان...
هذا ما أدهشني يومها ،دخلت وأنا كاره لروكي وودعته وأنا عاشق له.
حاولت أن أكتب لكم هده التجربة رغم ضعف قلمي الا أنني أحاول جاهدا أن تفهم كما أردتها وكما حدثث...
#نصف_ذاكرتي
تعليقات
إرسال تعليق