أضغاط أحلام
قبل الزواج سوف تخبرك حبيبتك أن المال مجرد وسيلة للعيش وأن الحياة هي حياة الآخرة وأن المال لايشتري السعادة وأنها قادرة على العيش بخبز وماء وأن البيت الزوجية يجب الصبر فيها على كل شيء وأن الزوجين عليهم أن يحلو مشاكلهم بأنفسهم دون تدخل او اقحام اقرباء الطرفين وأن نوعية العمل لايهم مادام يشتغل بالحلال وأن البيت الزوجية عموما
تؤسس على القناعة والصبر وأن عائلتك هي عائلتي وأن الخروج للتسوق او النزهة ليس من الضروريات بل البيت أوسع لنا لكي لانضيع الوقت والمال معاً وأنها لن تتركك ابدا بلا أكل ولن تضطر الى الاكل خارج البيت وأنها تستطيع ان توقضك الى صلاة الفجر وأنها كانت تصوم الإثنين والخميس وأنها تحب الأطفال وأن كل مايغضب زوجها يغضبها... الخ من الترهات التي لاتنتهي كومة من الأحلام المعلقة يتم ترويجها لقضاء مقصودها لاغير...
أنت تسارع وتخطبها ليس لأنها جميلة بل لأنها ملاك تماما اجتمع فيها مالم يجتمع في أحد من نساء هذا العالم من التربية الروحية والصبر والأخلاق والاجتهاد وحسن المعاشرة! والعلم والتواضع وو حتى انك تظن انها فصيلة منقرضة لاتوجد وأن العالم سوف يحسدك، فتسارع الى الزواج منها في اسرع وقت ممكن ...
الشهر الأول لابأس لاتزال ملاكاً
الشهر الثاني نفس الشيء
الشهر الثالث أصبحت أقل اجتهادا
الشهر الرابع أصبحت تنام حتى العاشرة صباحاً والزوج أصبح يخرج دون أن يفطر في البيت
الشهر الخامس ليس لديها الوقت لكل ماوعدت به تتابع مسلسلات والواتساب والفيسبوك وغيرهم...
الشهر السادس أصبحت شيطانا في شبابه أصبحت لديها جرأة في القول والعمل ...أصبحت لا انسانة اخرى تماما بلغت من العناد درجة لايبلغها حتى ابليس مع المؤمن....
الشهر السابع جمعٌ عام بين الزوجين والأم طبعا الأم مكتث عندهم اسبوع فقط وستذهب الى حال سبيلها.لكن الزوجة لها رأي اخر حتى هذا الأسبوع ستضايقها فيه...
الزوجة تطلب من الزوج أن تذهب لزيارة اقاربها ليس حبا فيهم بل هروبا من البيت لكي لاتخدم والدته الأم فهمت القصة
لاتريد ان تثقل عليهم. تريد هي الأخرى العودة الى بيتها. الرجل ينظر ويسمع مذهول بهذا الجديد!! الزوجة غيرت رأيها تريد أن تمكث في بيتها ...مادامت الأم ستسافر ..
الزوج لم يتحمل الاعيبها تكلم معاها بهدوء بعد ذلك فجأته بالرد " انني لست دمية بيدك أنا حرة أفعل ماشاء وقت ما اشاء..
صرخ مؤدبا لها بكلام قاسي طبعاً لأن العاطفة تلعب دورا والمنطق هنا لاوجود له...
الأم تبكي...
الزوجة تغادر المجلس الى غرفة نومها ...
الأم أقسمت ان لاتبيث ليلة واحدة في هذا البيت والزوجة كذالك...
الزوج وقع في حيرة من امره اد لم يتصور يوما ماحدث
دخل على زوجته تكلم معها بهدوء محاولا الدفاع عن امه ومفسرا لها الأمر من الجانب العاطفي وذكرها بمقولتها قبل الزواج أن أمك مثل أمي "
صاحت في وجهه " ذلك كان جزء من الماضي نحن الان في الحاضر انسى كل ماقد قلته لك أنا اريد حريتي في بيتي وأن افعل ما اشاء انام وقتما اشاء اكل واخرج وقت ما شئت وليس لازاما علي ان اعيلك لا انت ولا امك لم تكمل هده الجملة الا وهي مطروحة على الأرض قرب الباب نتيجة صفعة أفسدت عليها متعة الشكوى والانفعال ... اصطدم رأسها بالجدار حاولت أن تقوم لكن الزوج قبض شعرها وهو يجرها اليه...
وقفت أمامه ملطخة بالدموع منكسرة الكبرياء ....
أخدها الى الغرفة المجاورة حيث أمه قال لها
اعتذري منها والا صفعتك ثانية ،ابت الا ان تصفع وتركل وتنتف...
الأم تبكي والزوجة تبكي والزوج يبكي كل يبكي على حظه التعيس...
بعد ايام ذهبت الزوجة لبيت والديها واشتكت لهم ماتعرضت له من قبل زوجها
نصحتها أمها نصيحة توزن بماء ...لا اعرف اي ماء... !!
قالت لها وهي تهدئ من روعها " اياك أن تستسلمي بل قاومي ان الرجال كلهم انذال وغدارين وأخدت تشتم... أما تلك ألأم #العقروشة فأنا أعرفها جيدا اد المرأة لاتعرفها الا المرأة مثلها.... وأن أعدك أنها ستندم وستأتي لإرجاعك اليهم وسوف ترين ماذا سيحدث أنت الان غيري ثيابك حبيبتي وكوني عظيمة كما كنتي في بيت أبيكمن قبل وابتسمي واحدفيه من التفكير فلو كان يستحقك مافعل بك مافعل..
صديقاتك في انتظارك اخرجي معهن وامرحوا ماحدث معاك ليس نهاية العالم الانسان عليه ان يعيش كل لحظة من حياته بتفاصيلها المملة !!
انت جميلة ادا ماطلقك مثلا سوف يندفع الكثير من الشباب من ابناء الحي وغيرهم الى طلب يدك لاتحزني حبيبتي...
مسحت دموعها وأخدت تفكر فيما قالت لها امها بعد تفكير عميق اقتنعت ان الأم اصدق الناس الى قلوب ابنائها وعليها فإنني لن اتجاوز ماقالته لي ليذهب الى الجحيم..... لكن ماذا لو كانت أمي على خطأ ؟
هل فعلا انتهت كل تلك الأحلام والحب ووو الذي كان من قبل ؟
هل فعلا صحيح أن زوجي ذلك الشاب الذي كان يكره العنف والانفعال وكان هادئ بطبعه هو نفسه الذي صفعني وفعل مافعل ؟
هل أنا في حلم أم في اليقظة ؟
ماذا لو كان حلما فعلا؟
في المقابل ماذا لو كان حقيقة لامفر منها ؟
اختلطت الافكار في رأسها ولم تعد تفكر في تلك السعادة التي رسمتها لها امها قبل قليل .أصبحت أكثر منطقية وجدية في التفكير الان..؟!
قالت بصوت خافت اتراني أجرمت حين عزمت على مغادرتي البيت بوجود أمه ؟
تلاشت عدة صور امام عينيها صرخات وكلام عسل وكلام قبيح ....
وصورتها وهي تحي الحاظرين من فوق (العامرية) تنظر الى زوجها الجالس على كرسي الزوجين وهو يبتسم..
ابتسامات الحاظرين.. فرح وسرور أمه... لحظات مابعد الزواج صورة وهي ترش عليه الماء ليستيقظ لصلاة للفجر ...صور من الماضي والحاضر كل ذلك مر أمام أعينها... صور كثيرة مرت امامها...
اختلطت الدموع والابتسامة وكأنها تشاهد فيلما من اخراجها لم تعد تعرف الى اين ولا كيف ولا لماذا كل الأسئلة انعدم جوابها في تلك اللحظة....
صرخت وهي تغطي وجهها بوسادة قائلة لايمكن لماذا لماذا. ..
لم تعد تريد أن تسمع شيء عن الزواج سواء علاقتها أو زواج بصفة عامة بعد كل الذي حدث ..مكتث ايام لاتخرج ولاترى احد أصبحت منعزلة تماماً عن العالم...
بعد أسبوعين استيقظت دات صباح على رسالة من زوجها يخبرها أن أمه توفيت ...
لم تصدق في الوهلة الأولى بعد ذلك صدقت وبكت وفكرت أن تفاجئ زوجها لم تعزيه ...انما أخدت حقيبتها وذهبت دون ان تخبر حتى والديها وصلت الى البيت أخدت المفتاح لتفتح الباب لكن المفتاح لم يدخل... لان القفل قد غيره الزوج قبل مغادرته البيت...!؟ أو ربما لم يعد يسكن هنا ؟
هذا ماقالته ربما نساني أصلا ونسى اسمي ومن أكون....
حاولت ان تتصل به لكن الهاتف كان مغلق او ربما بذل الشريحة !!
سألت أحد جيرانها عن ما ادا كان قر رأى زوجها ،أخبرها أنه غارد الحي مند اسبوعين برفقة أمه وقد أخد معه كل شيء وقد سلم المفاتيح لصاحب البيت.. انصدمت تركت الرجل واقفا يردد عبارة لاحول ولا قوة الا بالله ضلت تسمعها حتى ابتعدت منه.. قررت أن تعود الى بيت والديها كادت أن تموت من التعاسة والمهانة والتي احست بها حينها ،دخلت الى البيت وارتمت في أحضان أمها تبكي حكت لها ماتعرضت له من اهانة اخرى بعد الذي حصل وبختها امها على عدم استشارتها عندما ارادت العودة اليه..
حاولت ان ترسل عدة رسائل اليه لكن بدون نتيجة بعدها قررت ان لاتتصل به ابدا وان استمر على ذلك سوف تقاضيه وتطلب الطلاق..
مر شهر بينما هي مع صديقتها اتصل بها معتذرا بصوت مبحوح تكسوه نبرة حزينة لم تجبه بل انهمرت بالبكاء امام الجميع ثم بعدها اخدت تستمع له وهو يري لها القصة كيف أن صاحب البيت طردهم بعد عدم قدرته على دفع ثمن الكراء وأنه عاد الى قريته وكيف أصبح عاطلا عن العمل وكيف مرضت أمه ولم يجد من يساعده وكيف تخلى عنه اقربائه وكيف ماتت أمه بين عينيه متأثرة بماوقع وكيف أنها كانت تبكي ليل نهار وتقول أنها هي السبب في تفريق وتمزيق شملهم ....
أخد يروي القصة باكياً ،هي كانت تصدم كلما سمعت شيء جديدا لم تتمالك نفسها بكت وأبكت من معها...
انّ دموع الإنسان عندما تنهمر على خديه بسبب فقدان أحبته أو بسبب فراقهم أو إخفاقه بشيء ما ..
فإنّها تكون سخيّةً وحارقة، ولكنّها تغسل القلب وتريح النفس، ويبتهج قلبه من جديد...
فيشعر الإنسان ببعض الراحة بعد نزولها. وتنهمر الدموع بعد لحظات الضعف وربّما الخوف أو اليأس من شيء ما...
لايمكن أن نصور مدى روعة اللقاء بعد الفراق أمر يصعب جداً شرحه ..
قال لها اليوم سوف أت اليك لدي خبر سيفرحك... ابتسمت وهي تمسح الدموع... اجابت بكلمة غلبت عليها الضحكة
" اوك سنرى "
مرت تلك الليلة وهي تفكر كيف لليل أن يطول هكذا الايعرف من أنتظر ؟ مرة تقرأ ومرة تعبث في هاتفها ومرة تشاهد التلفاز ومرة مستلقية تفكر... هكذا قضت ليلتها... الى ان طلع الفجر...
في الصباح جائتها رسالةمنتظرة يخبرها أنه في الباب لم تصدق ذلك ركضت نحوى الباب دون ان تخبر والديها حتى من الطارق...
اعتنقته بشدة وهي تتمتم بكلام غلبت عليها دموع الفرح ودهشة الموقف..
مشى خلفها حتى دخلوا غرفة الضيوف سلم عليهم قبل ايدي كليهما وجلس حاول ان يعتذر لكن الجو لايسمح بذلك اد الكل يراى فيه( مجرم) ساد الصمت بينهم لدقائق بعدها قالت له احكي لهم ماقلت لي بالأمس ...
أخد يروي القصة كاملة لعلها تشفع له... قام وقبلهم مرة اخرى معتذرا عن كل مافعله تجاه ابنتهم ووعدهم بأن لا يكرر ذلك ابدا... وان الأمر تغير...
انتهت الجلسة بسرور واتفاق ورضى ثم أخبرهم أنه الأن يشتغل في شركة x وأنه قادر على المسؤولية وأن لديه الان بيت بإسمه وسيارة وأصبح من الطبقة الوسطى على الأقل بعد أن كان مجرد حارس أمني...
لم سعهم الفرح والسرور بهده المفاجأة التي غيرت كل شيء الى الأبد...
أخبرهم بأخد زوجته وسفرهم الليلة الى بيتهم في مدينة اخرى هده المرة... بعد ليلة في السفر وصلو الى بيتهم في الصباح اوقف سيارته في حي راقي ونظيف وهادئ نزل وفتح لها الباب ونزلت ، اخد حقيبتها..فتح الباب وادا بفتاة صغيرة تستقبلها وفي يدها وروود بعد ذلك علمت أن أخت زوجها هنا في استقبالهم ..عمت الفرحة ورجعت العلاقة أقوى من ماقد مضى...
بعد ثلاث اشهر علمت أنها حامل وأخبرت زوجها وبهده المناسبة قام زوجها بشراء لها سيارة هدية لها ....
أصبحت انسانة أخرى تماما اد حققت كل ماكانت ترجوه وأكثر لم يدور في خلدها يوم تزوجها ان يأتي يوم ويشتري لها سيارة هدية كانت أمنيتها أن يملكها هو على الأقل... ثم القدر له رأي اخر اد عاشت مع حبيبها الذي كان مصدر تعاستها لمدة... ومصدر سعادتها الان الى الأبد ...
لن تجد ابدا مشكلة في السفر ولا في الخروج ولا في شراء كل ماتحب لقد ولى زمن الفقر وتقلب الأيام الان سعادة حقيقية....
تحبه حبا حقيقياً الان لانه كان بالامكان ان يخدلها أن يطلقها ان يخونها أن ينساها وكأنها لم تكن يوما على قيد الحياة أن يطالبها بالتعويض النفسي وغيره لأجل مافعلته لأمه من الم الذي بسببه فارقة الحياة بعد ضغوطات نفسية وعدم وجود القدرة المالية على العلاج ....
كل ذلك ساهم في صناعة رجل صبور رجل أحب فأوفى رجل عاهد ولم يخلف وعده ....
رغم حزنه على أمه الا أن ذلك الحقد لم يدفعه للانتقام من حبيبة عمره لأن الحب يبقى حبا لايعوض كما ان الأم ايضا لاتعوض...
واتضح ان المال يشتري السعادة وأن الزهد المزعوم ركلته خارجا لتعيش بدخا يليق بها كما كانت تحلم واتضح ان صلاة الفجر كانت فرضا حينها والان لاتربو أن تكون طقوسا
تؤدى في العاشرة صباحا او الثانية عشر ...واتضح ايضا ان الأخلاق نسبية وتدور مع المصلحة وليست تابثة.... واتضح ايضا أن الأطفال ليسو من اختصاصها بل عليها ان تأتي بخادمة لكي تربيهم لها !! وأتضح أن كثرة الأطفال خزي وعار وثقل! بل واحد اواثنان كافيان كماهو حال الطبقة البورجوازية.!!
الأحلام وكثرة المدح والاعجاب بالنفس وتزينها قبل الزواج عبارة عن ترهات لا أكثر ولا أقل من كلا الطرفين ! طار كل شيء وكأنه لم يكن حتى المبادئ والقيم الإنسانية تتغير وتتلاشى..،، بدون الحب نحن في ضياع..
يبقى الحب هو البيت الذي يجمعنا مهما اختلفنا واختلفت نوجهاتنا وأفكارنا وديانتنا حتى الحب قب كل شيء والحب بعد كل شيء...لاشيء غيره ...
ماتت الأم وعاشوا حياتهم بدونها... ويبقى الحب وسيلة كالمال تماما عند البعض يستخدمه متى شاء حيث شاء مع من شاء.
نصف ذاكرتي أووش محمد
تعليقات
إرسال تعليق